الصراع العربي الإسرائيلي و الاعتراف العالمي بها:
- لمحو أثار النكبات (1948-1967) و إجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها (حرق المجسد الأقصى 21 أوت 1969) و إثارة الرأي العام العالمي حول القضية الفلسطينية
- أعلنت مصر و سوريا و المقاومة الفلسطينية الحرب على إسرائيل بتأييد شعبي قوي و كان من أهم نتائج حرب 1973:
- 1-حقق الجيش العربي انتصارا عسكريا يتمثل في تحطيم خط بارليف المحصن (في شبه جزيرة سيناء) 2-تحطم جدار الخوف من التفوق التكنولوجي و العسكري الإسرائيلي3-التضامن العربي في مساندة القضية الفلسطينية للحقوق العربية المشتركة و يتمثل ذلك في* تدعيم مادي و عسكري*تخفيض الدول العربية المصدرة للبترول يوم 16 أكتوبر 1973 صادراتها بنسبة 5% شهريا لغاية انسحاب إسرائيل نهائيا من الأراضي العربية المحتلة في 1967 و استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه. - و نتج عن ذلك : - إصدار المجموعة الأوروبية التسعة في نوفمبر 1973 بيانا تأييد غير مشروط لحقوق العرب المشروعة و إدانة سياسة إسرائيل في اغتصاب الأراضي بالقوة.
4 – انعقاد مؤتمر القمة العربي السابع في الرباط بين 26-29 أكتوبر 1974 " مؤتمر فلسطين " و قرّر مايلي : -* اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد لشعب فلسطين. -*تأييد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه و تقرير مصيره و إقامة سلطة وطنية مستقلة بقيادة منظمة التحرير.
- -*تفويض رئيس لبنان ( سليمان فرنجيه ) للحديث باسم البلاد العربية في الأمم المتحدة.
5 – عودة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ( بعد 27 سنة ) و اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته.
6 – تدهور معنويات الإسرائيليين و ثقتهم في جيشهم.
7 – فتح قناة السويس للملاحة الدولية في 05 جوان 1975.
8 – استرجاع العرب أراضي محدودة في الجولان و سيناء.
9 – الاعتراف الدولي بشرعية منظمة التحرير و إصدار مجلس الأمن في 21-22 أكتوبر 1973 قرار 338 يدعو فيه جميع الأطراف المشتركة في القتال إلى وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر على الساعة 09 ( مساءا ) و التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن 242 بجميع أجزائه و إحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.
10 – في 1974 أصدرت هيئة الأمم المتحدة 3 قرارات هي :
1 – دعوة منظمة التحرير في الجمعية العامة.
2 – حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و الإستقلال و العودة إلى دياره.
3 – حق المنظمة في المشاركة كمراقب في جلسات و أعمال المؤتمرات الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة.
11– في 13 نوفمبر 1974 ياسر عرفات يخطب من منبر هيئة الأمم المتحدة لشرح القضية الفلسطينية.
12 – أصدرت الأمم المتحدة قرارات تدين إسرائيل و تعتبر الصهيونية حركة عنصرية و أن المستوطنات اليهودية منذ 1967 باطلة قانونيا و عقبة في طريق السلام الشامل في الشرق الأوسط.
الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990: بعد خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن إثر مجازر سبتمبر الأسود كثفت وجودها في لبنان مما أدى بحزب الكتائب المسيحي اللبناني إلى إعلان الحرب ضد الحكومة اللبنانية و تحولت لبنان إلى حرب طاحنة أما فلسطين فقد أصبح عملهم على جبهتين ضد الصهاينة إنطلاقا من لبنان و دعما للحكومة اللبنانية ضد الكتائبين، و من ناحية أخرى راحت إسرائيل تعمل على ضرب الصف العربي و كانت زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى إسرائيل و توقيع إتفاقية كامب دفيد 18 سبتمبر 1978 إذا تعترف مصر بالدولة الإسرائيلية مقابل استرجاع شبه جزيرة سناء، و صلت لإسرائيل أعمالها العدوانية و إحتلت جنوب لبنان في 14 مارس 1978 ثم غزو كل لبنان بحجة ملاحقة المقاومة الفلسطينية و حاصرت بيروت 78 يوم و كانت معركة بيروت الشهيرة جوان 1982 التي انتهت بخروج المقاومة الفلسطينية تحت ضمانات دولية في وقت إرتكبت إسرائيل بالتواطؤ مع العناصر الكتائبية مجازر صبرة و شتيلا التي راح ضحيتها ألاف الفلسطينيين اللاجيئين في سبتمبر 1982.
- و تنقل مقر منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت إلى تونس غير أن القوات الإسرائيلية بقيت تسيطر على شريط حدودي في جنوب لبنان بحجة حماية أمن الحدود الشمالية الإسرائيلية، و تولى حراسة هذا الشريط حزب الكتائب اللبنانية الموالي لإسرائيل و إستمرت المقاومة اللبنانية ضد الوجود الإسرائلي في جنوب لبنان و تزعم هذه المقاومة حزب الله حتى تم الإنسحاب من جنوب لبنان في 24 ماي 2000.
- بعد توقيع إسرائيل معاهدة مع مصر و سيطرت على جنوب لبنان ظنت أنها قضت على المقاومة الفلسطينية لكن في ديسمبر 1987 بدأ الفلسطينيون إنتفاضة شعبية عرفت بحرب أطفال الحجارة و حققت الأهداف التالية :
1 – أبرزت شموخ الشعب الفلسطيني و وعيه بثورته.
2 – كشف جرائم الصهيونية.
3 – كسبت التعاطف الدولي للفلسطينيين حتى في قلب أوروبا و أمريكا.
4 – زعزعت أركان إسرائيل عسكريا و إقتصاديا.
5 – قيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988 إثر المؤتمر الفلسطيني بالجزائر و كانت أول معترف بها.
توقيع إتفاقية الحكم الذاتي : بعد حرب الخليج و طرح الولايات المتحدة الأمريكية مشروع النظام العالمي الجديد تم عقد مؤتمر مدريد للسلام لحلّ مشكلة الشرق الأوسط 30 أكتوبر 1991 تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفياتي ، قد جاء لامتصاص غضب الشعوب العربية من جهة و مبادرة لإنهاء الصّراع العربي الإسرائيلي وفقا للمنظور الصهيوني أي تطبيع العلاقات بين العرب و الصهاينة و إيجاد تسوية للمشكلة الفلسطينية.
و جمع المؤتمر الفلسطينيين و الإسرائيليين و دول عربية و فتح المجال التفاوض بينهما و بعد سلسلة لقاءات سرية بالعاصمة النرويجية " أوسلو" سنة 1993 تم التوقيع على معاهدة سلام بواشنطن 13 سبتمبر 1993 من طرف ياسر عرفات و إسحاق رابين بحضور بيل كلنتون على أساس الاعتراف المتبادل و الاستقلال الذاتي للفلسطينيين في غزة و أريحا.
و تواصلت الإتفاقيات مع تغير رئاسة وزراء إسرائيل، نتنياهو سنة 1996 أكّد رفضه قبول دولة فلسطين ثم إيهود براك 1999، في إتفاقية كامب دايفد الفاشلة 11 جويلية 2000، و عودة الإنتفاضة 28/09/2000 حين حاول أريال شارون زعيم حزب الليكود المتطرف الدخول إلى الحرم القدسي الشريف يوم الخميس 28 ديسمبر 2001 تحت حراسة الجنود الإسرائيلية لاستفزاز مشاعر الفلسطينيين فتصد الفلسطينيون لهذه العملية و كانت بداية الانتفاضة الثانية بمظاهرات في مختلف مدن الفلسطينيين خاصة القدس و أستشهد أكثر من 70 فلسطيني و جرح الآلاف في الأسبوع الأول و قتل الجنود الإسرائيليون الطفل محمد الدرة بوحشية.
- عجز باراك عن القضاء على الإنتفاضة فإنهزم في الإنتخابات فيفري 2001 ليتمكن أريال شارون من الفوز فصار رئيسا لحكومة إسرائيل و وعد اليهود بالقضاء على الإنتفاضة و توفير الأمن وعمد إلى : - القصف العشوائي للفلسطينيين. -. هدم البيوت. -. اجتياح المدن الفلسطينية. - اعتقال آلاف الفلسطينيين. -. فرض الحصار و الإغلاق. - منع القيادة الفلسطينية من التنقل الحر... الخ.
لكن الانتفاضة إستمرت و أصبح اليهود يعيشون في رعب و تراجع اقتصادهم بنية كبيرة، - شوهت صورتهم أمام الرأي العالمي - و خاب آمال اليهود في وعود شارون.
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذ الموقف و اقترحت عدّة حلول بعيدة عن الشرعية الدولية لكنها لا تجبر اليهود على احترام حقوق الشعب الفلسطيني.
بعد تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من احتلال العراق تظاهر الرئيس الأمريكي جورج ولكر بوش بضرورة فرض حل سلمي و إنهاء الصراع فقدم ما يسمى بـ=
خارطة الطريق.
ملخص لخريطة الطريق: تنفذ في ثلاث مراحل:
1 – حتى ماي 2003 : - على الجانب الفلسطيني: •التأكيد على حق إسرائيل في الوجود.
• ضرورة وقف جميع العمليات الفدائية.
• تفكيك المنظمات الفلسطينية.
• صياغة مسودة لدى فلسطين و تعيين رئيس وزراء فلسطيني.
- أما الجانب الإسرائيلي عليه أن يلزم بـ:
إنشاء دولة فلسطين
يوقف العنف ضد الفلسطينيين
يتسحب إلى المواقع ما قبل 28/09/2000
2- من جوان 2003 إلى ديسمبر 2003 على الجانب الإسرائيلي :
فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في القدس
تحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين
و على الجانب الفلسطيني: • إحداث إصلاحات في تسير شؤونهم
و خلال هذه المرحلة تم عقد مؤتمر دولي لتحقيق سلام شامل في المنطقة و على الدول العربية إعادة علاقاتها المجمدة مع إسرائيل و يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
3- 2004-2005:
عقد مؤتمر دولي ثان للتوقيع على إقامة الدولة الفلسطينية ذات حدود مؤقتة ثم يبدأ التفاوض مع الوضع النهائي في 2005 و تجري المفاوضات حول الحدود و المستوطنات و القدس و اللاجئين، و بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة تقبل الدول العربية بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.
تقييم خريطة الطريق : تفتقد إلى آليات التنفيذ / فيها ثغرات عديدة و الهدف الأمريكي منها:
- صرف أنظار العرب عما يجري في العراق
- وقف العمليات الفدائية
- تفكيك الفصائل الفلسطينية لضمان أمن إسرائيل
- كسب الوقت ليتم إرسال شارون الجدار الفاصل بين إسرائيل متجهة و الضفة الغربية و قطاع غزة من جهة أخرى و الذي سيقام في أراضي فلسطين المحتلة عام 1967 ( تمييز عنصري)
التزمت القبائل الفلسطينية بالهدنة و أوقفت العمليات الفدائية لكن إسرائيل توقف اعتداءاتها داخل أراضي 1967 الفلسطينية و هذا دليل على عدم جدية إسرائيل في تطبيق خارطة الطريق.
السياسة التي اتبعها عرفات في السنوات الأخيرة و المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا تكون المنطلق لاسترجاع بقية الأراضي التي احتلها اليهود سنة 1967(سياسة خذ و طالب ) تم التوقيع على الاتفاق التنفيذي للحكم الذاتي لأريحا و غزة في 04 ماي 1994 و عرف تطبيق جزئي مع دخول ياسر عرفات منطقتي الحكم الذاتي و تم توسيعها في الضفة الغربية على إثر اتفاق واشنطن الموقع عليه في 28 سبتمبر لكن 1995 مشكلة الحدود النهائية و طبيعة العلاقات بين إسرائيل و مناطق الحكم الذاتي بعد إتمام مراحل الحكم الذاتي قبل 4 ماي 1999 لم تنتهي بسبب تعنت الحكام الصهاينة خاصة شارون إذ أعاد احتلال أراضي الحكم الذاتي، و حوصر عرفات برام الله سنة 2002.
إن دولة إسرائيل التي تدعمها الدول الكبرى دعما مطلقا تريد أن تفرض واقعا على الشعب الفلسطيني ، واقع ترفضه الشرعية الدولية على الأقل نظريا و يستمر النضال الفلسطيني حتى إنشاء دولة فلسطين عاصمتها القدس .
- لمحو أثار النكبات (1948-1967) و إجبار إسرائيل على وقف اعتداءاتها (حرق المجسد الأقصى 21 أوت 1969) و إثارة الرأي العام العالمي حول القضية الفلسطينية
- أعلنت مصر و سوريا و المقاومة الفلسطينية الحرب على إسرائيل بتأييد شعبي قوي و كان من أهم نتائج حرب 1973:
- 1-حقق الجيش العربي انتصارا عسكريا يتمثل في تحطيم خط بارليف المحصن (في شبه جزيرة سيناء) 2-تحطم جدار الخوف من التفوق التكنولوجي و العسكري الإسرائيلي3-التضامن العربي في مساندة القضية الفلسطينية للحقوق العربية المشتركة و يتمثل ذلك في* تدعيم مادي و عسكري*تخفيض الدول العربية المصدرة للبترول يوم 16 أكتوبر 1973 صادراتها بنسبة 5% شهريا لغاية انسحاب إسرائيل نهائيا من الأراضي العربية المحتلة في 1967 و استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه. - و نتج عن ذلك : - إصدار المجموعة الأوروبية التسعة في نوفمبر 1973 بيانا تأييد غير مشروط لحقوق العرب المشروعة و إدانة سياسة إسرائيل في اغتصاب الأراضي بالقوة.
4 – انعقاد مؤتمر القمة العربي السابع في الرباط بين 26-29 أكتوبر 1974 " مؤتمر فلسطين " و قرّر مايلي : -* اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد لشعب فلسطين. -*تأييد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه و تقرير مصيره و إقامة سلطة وطنية مستقلة بقيادة منظمة التحرير.
- -*تفويض رئيس لبنان ( سليمان فرنجيه ) للحديث باسم البلاد العربية في الأمم المتحدة.
5 – عودة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة ( بعد 27 سنة ) و اعتراف الأمم المتحدة بحق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته.
6 – تدهور معنويات الإسرائيليين و ثقتهم في جيشهم.
7 – فتح قناة السويس للملاحة الدولية في 05 جوان 1975.
8 – استرجاع العرب أراضي محدودة في الجولان و سيناء.
9 – الاعتراف الدولي بشرعية منظمة التحرير و إصدار مجلس الأمن في 21-22 أكتوبر 1973 قرار 338 يدعو فيه جميع الأطراف المشتركة في القتال إلى وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر على الساعة 09 ( مساءا ) و التنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن 242 بجميع أجزائه و إحلال سلام دائم في الشرق الأوسط.
10 – في 1974 أصدرت هيئة الأمم المتحدة 3 قرارات هي :
1 – دعوة منظمة التحرير في الجمعية العامة.
2 – حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و الإستقلال و العودة إلى دياره.
3 – حق المنظمة في المشاركة كمراقب في جلسات و أعمال المؤتمرات الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة.
11– في 13 نوفمبر 1974 ياسر عرفات يخطب من منبر هيئة الأمم المتحدة لشرح القضية الفلسطينية.
12 – أصدرت الأمم المتحدة قرارات تدين إسرائيل و تعتبر الصهيونية حركة عنصرية و أن المستوطنات اليهودية منذ 1967 باطلة قانونيا و عقبة في طريق السلام الشامل في الشرق الأوسط.
الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990: بعد خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن إثر مجازر سبتمبر الأسود كثفت وجودها في لبنان مما أدى بحزب الكتائب المسيحي اللبناني إلى إعلان الحرب ضد الحكومة اللبنانية و تحولت لبنان إلى حرب طاحنة أما فلسطين فقد أصبح عملهم على جبهتين ضد الصهاينة إنطلاقا من لبنان و دعما للحكومة اللبنانية ضد الكتائبين، و من ناحية أخرى راحت إسرائيل تعمل على ضرب الصف العربي و كانت زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى إسرائيل و توقيع إتفاقية كامب دفيد 18 سبتمبر 1978 إذا تعترف مصر بالدولة الإسرائيلية مقابل استرجاع شبه جزيرة سناء، و صلت لإسرائيل أعمالها العدوانية و إحتلت جنوب لبنان في 14 مارس 1978 ثم غزو كل لبنان بحجة ملاحقة المقاومة الفلسطينية و حاصرت بيروت 78 يوم و كانت معركة بيروت الشهيرة جوان 1982 التي انتهت بخروج المقاومة الفلسطينية تحت ضمانات دولية في وقت إرتكبت إسرائيل بالتواطؤ مع العناصر الكتائبية مجازر صبرة و شتيلا التي راح ضحيتها ألاف الفلسطينيين اللاجيئين في سبتمبر 1982.
- و تنقل مقر منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت إلى تونس غير أن القوات الإسرائيلية بقيت تسيطر على شريط حدودي في جنوب لبنان بحجة حماية أمن الحدود الشمالية الإسرائيلية، و تولى حراسة هذا الشريط حزب الكتائب اللبنانية الموالي لإسرائيل و إستمرت المقاومة اللبنانية ضد الوجود الإسرائلي في جنوب لبنان و تزعم هذه المقاومة حزب الله حتى تم الإنسحاب من جنوب لبنان في 24 ماي 2000.
- بعد توقيع إسرائيل معاهدة مع مصر و سيطرت على جنوب لبنان ظنت أنها قضت على المقاومة الفلسطينية لكن في ديسمبر 1987 بدأ الفلسطينيون إنتفاضة شعبية عرفت بحرب أطفال الحجارة و حققت الأهداف التالية :
1 – أبرزت شموخ الشعب الفلسطيني و وعيه بثورته.
2 – كشف جرائم الصهيونية.
3 – كسبت التعاطف الدولي للفلسطينيين حتى في قلب أوروبا و أمريكا.
4 – زعزعت أركان إسرائيل عسكريا و إقتصاديا.
5 – قيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988 إثر المؤتمر الفلسطيني بالجزائر و كانت أول معترف بها.
توقيع إتفاقية الحكم الذاتي : بعد حرب الخليج و طرح الولايات المتحدة الأمريكية مشروع النظام العالمي الجديد تم عقد مؤتمر مدريد للسلام لحلّ مشكلة الشرق الأوسط 30 أكتوبر 1991 تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفياتي ، قد جاء لامتصاص غضب الشعوب العربية من جهة و مبادرة لإنهاء الصّراع العربي الإسرائيلي وفقا للمنظور الصهيوني أي تطبيع العلاقات بين العرب و الصهاينة و إيجاد تسوية للمشكلة الفلسطينية.
و جمع المؤتمر الفلسطينيين و الإسرائيليين و دول عربية و فتح المجال التفاوض بينهما و بعد سلسلة لقاءات سرية بالعاصمة النرويجية " أوسلو" سنة 1993 تم التوقيع على معاهدة سلام بواشنطن 13 سبتمبر 1993 من طرف ياسر عرفات و إسحاق رابين بحضور بيل كلنتون على أساس الاعتراف المتبادل و الاستقلال الذاتي للفلسطينيين في غزة و أريحا.
و تواصلت الإتفاقيات مع تغير رئاسة وزراء إسرائيل، نتنياهو سنة 1996 أكّد رفضه قبول دولة فلسطين ثم إيهود براك 1999، في إتفاقية كامب دايفد الفاشلة 11 جويلية 2000، و عودة الإنتفاضة 28/09/2000 حين حاول أريال شارون زعيم حزب الليكود المتطرف الدخول إلى الحرم القدسي الشريف يوم الخميس 28 ديسمبر 2001 تحت حراسة الجنود الإسرائيلية لاستفزاز مشاعر الفلسطينيين فتصد الفلسطينيون لهذه العملية و كانت بداية الانتفاضة الثانية بمظاهرات في مختلف مدن الفلسطينيين خاصة القدس و أستشهد أكثر من 70 فلسطيني و جرح الآلاف في الأسبوع الأول و قتل الجنود الإسرائيليون الطفل محمد الدرة بوحشية.
- عجز باراك عن القضاء على الإنتفاضة فإنهزم في الإنتخابات فيفري 2001 ليتمكن أريال شارون من الفوز فصار رئيسا لحكومة إسرائيل و وعد اليهود بالقضاء على الإنتفاضة و توفير الأمن وعمد إلى : - القصف العشوائي للفلسطينيين. -. هدم البيوت. -. اجتياح المدن الفلسطينية. - اعتقال آلاف الفلسطينيين. -. فرض الحصار و الإغلاق. - منع القيادة الفلسطينية من التنقل الحر... الخ.
لكن الانتفاضة إستمرت و أصبح اليهود يعيشون في رعب و تراجع اقتصادهم بنية كبيرة، - شوهت صورتهم أمام الرأي العالمي - و خاب آمال اليهود في وعود شارون.
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية لإنقاذ الموقف و اقترحت عدّة حلول بعيدة عن الشرعية الدولية لكنها لا تجبر اليهود على احترام حقوق الشعب الفلسطيني.
بعد تمكن الولايات المتحدة الأمريكية من احتلال العراق تظاهر الرئيس الأمريكي جورج ولكر بوش بضرورة فرض حل سلمي و إنهاء الصراع فقدم ما يسمى بـ=
خارطة الطريق.
ملخص لخريطة الطريق: تنفذ في ثلاث مراحل:
1 – حتى ماي 2003 : - على الجانب الفلسطيني: •التأكيد على حق إسرائيل في الوجود.
• ضرورة وقف جميع العمليات الفدائية.
• تفكيك المنظمات الفلسطينية.
• صياغة مسودة لدى فلسطين و تعيين رئيس وزراء فلسطيني.
- أما الجانب الإسرائيلي عليه أن يلزم بـ:
إنشاء دولة فلسطين
يوقف العنف ضد الفلسطينيين
يتسحب إلى المواقع ما قبل 28/09/2000
2- من جوان 2003 إلى ديسمبر 2003 على الجانب الإسرائيلي :
فتح المؤسسات الفلسطينية المغلقة في القدس
تحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين
و على الجانب الفلسطيني: • إحداث إصلاحات في تسير شؤونهم
و خلال هذه المرحلة تم عقد مؤتمر دولي لتحقيق سلام شامل في المنطقة و على الدول العربية إعادة علاقاتها المجمدة مع إسرائيل و يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
3- 2004-2005:
عقد مؤتمر دولي ثان للتوقيع على إقامة الدولة الفلسطينية ذات حدود مؤقتة ثم يبدأ التفاوض مع الوضع النهائي في 2005 و تجري المفاوضات حول الحدود و المستوطنات و القدس و اللاجئين، و بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة تقبل الدول العربية بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.
تقييم خريطة الطريق : تفتقد إلى آليات التنفيذ / فيها ثغرات عديدة و الهدف الأمريكي منها:
- صرف أنظار العرب عما يجري في العراق
- وقف العمليات الفدائية
- تفكيك الفصائل الفلسطينية لضمان أمن إسرائيل
- كسب الوقت ليتم إرسال شارون الجدار الفاصل بين إسرائيل متجهة و الضفة الغربية و قطاع غزة من جهة أخرى و الذي سيقام في أراضي فلسطين المحتلة عام 1967 ( تمييز عنصري)
التزمت القبائل الفلسطينية بالهدنة و أوقفت العمليات الفدائية لكن إسرائيل توقف اعتداءاتها داخل أراضي 1967 الفلسطينية و هذا دليل على عدم جدية إسرائيل في تطبيق خارطة الطريق.
السياسة التي اتبعها عرفات في السنوات الأخيرة و المتمثلة في إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليا تكون المنطلق لاسترجاع بقية الأراضي التي احتلها اليهود سنة 1967(سياسة خذ و طالب ) تم التوقيع على الاتفاق التنفيذي للحكم الذاتي لأريحا و غزة في 04 ماي 1994 و عرف تطبيق جزئي مع دخول ياسر عرفات منطقتي الحكم الذاتي و تم توسيعها في الضفة الغربية على إثر اتفاق واشنطن الموقع عليه في 28 سبتمبر لكن 1995 مشكلة الحدود النهائية و طبيعة العلاقات بين إسرائيل و مناطق الحكم الذاتي بعد إتمام مراحل الحكم الذاتي قبل 4 ماي 1999 لم تنتهي بسبب تعنت الحكام الصهاينة خاصة شارون إذ أعاد احتلال أراضي الحكم الذاتي، و حوصر عرفات برام الله سنة 2002.
إن دولة إسرائيل التي تدعمها الدول الكبرى دعما مطلقا تريد أن تفرض واقعا على الشعب الفلسطيني ، واقع ترفضه الشرعية الدولية على الأقل نظريا و يستمر النضال الفلسطيني حتى إنشاء دولة فلسطين عاصمتها القدس .